تحطم طائرة أوكرانية في إيران: طهران "لن تسلم" الصندوق الأسود إلى بوينغ أو واشنطن

يبدو الحديث عن نذر حرب جديدة في الشرق الأوسط، في تصاعد مستمر، مع تبادل كل من واشنطن وطهران التهديدات، بعد اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، أحد أبرز القادة العسكريين في إيران، والذي يوصف بأنه مهندس توسع النفوذ الإيراني إقليميا، في غارة جوية بالعراق فجر الجمعة الماضي.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد خطا خطوة أخرى نحو التصعيد، عندما توعد السبت 4 كانون الثاني/يناير، بضرب 52 موقعا إيرانيا "بسرعة وقوة"، إذا هاجمت طهران أهدافا أمريكية، رداً على قتل واشنطن لسليماني.

وفي تغريدة له على تويتر، أشار ترامب إلى أن المواقع الإيرانية الـ52 التي حددتها أمريكا، بعضها "على درجة عالية للغاية من الأهمية لإيران، وللثقافة الإيرانية، وإن تلك الأهداف بإيران ذاتها"، قائلا إن الأهداف الاثنين والخمسين تمثل 52 أمريكياً، احتُجزوا رهائن في إيران بالسفارة الأمريكية في طهران عام 1979.

وجاء تهديد ترامب بضرب هذه الأهداف الإيرانية، بعد ساعات من تهديدات مماثلة، صدرت عن القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني، غلام علي أبو حمزة، الذي قال إن طهران، حددت عشرات الأهداف الأمريكية في المنطقة، متوعداً بمحاسبة الأمريكيين على قتلهم سليماني.

وفي تقرير لها قالت وكالة رويترز، إن إشارة ترامب إلى أن الولايات المتحدة، قد تضرب أهدافا لها أهمية في الثقافة الإيرانية، أثارت دهشة البعض، ونقلت في هذا السياق تغريدة كولين كال، المسؤول السابق بفريق الأمن القومي، في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على تويتر، والتي قال فيها إنه "وجد صعوبة في تصديق أن وزارة الدفاع الأمريكية ستزود ترامب بخيارات للاستهداف تشمل مواقع ثقافية إيرانية. قد لا يهتم ترامب بقوانين الحرب لكن المخططين في وزارة الدفاع والمحامين يهتمون...واستهداف مواقع ثقافية جريمة حرب".

null
مواضيع قد تهمك
قاسم سليماني: هل يتسبب اغتيال القائد الإيراني في اندلاع "حرب شاملة"؟
الحرس الثوري الإيراني "لن ينهار" بعد مقتل قاسم سليماني
سليماني يعانق الحسين" وقصة "الرقم52": فحوى التغريدات المتبادلة بين طهران وواشنطن
ترامب يهدد بضرب " 52 هدفا" داخل إيران إذا تعرضت قواته إلى هجمات
null.
وفي الوقت الذي يجزم فيه كثير من المراقبين، بأن الرد الإيراني على اغتيال سليماني، يبدو حتميا في ظل ضرورة أن يحافظ النظام الإيراني على صورته داخليا، وبين حلفائه في المنطقة، فإن الخلاف هو على المدى الذي قد يذهب له هذا الرد.

وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث إيرانيا، عن امكانية استهداف خمسة وثلاثين هدفا أمريكيا، يعتبر البعض أن هناك مبالغة في هذا الخطاب، الذي ربما يكون موجها للداخل، وأن الرد الإيراني سيكون محدودا، دون السعي للدخول في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة، التي تملك امكانيات عسكرية كبيرة في المنطقة، وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب، الذي تواجهه إيران في ظل العقوبات الاقتصادية، المفروضة عليها من قبل واشنطن.

وعلى الجانب الآخر أيضا، ربما لا تبدو الولايات المتحدة راغبة، من وجهة نظر المراقبين، في الدخول في مواجهة مفتوحة، طويلة الأمد مع طهران، خشية تداعيات مواجهة من هذا القبيل، على وضع الرئيس الأمريكي الذي يسعى لانتخابه لولاية ثانية، وامكانية أن تؤدي أي انتكاسة، لعرقلة مساعيه في هذا الاتجاه.

وكان لافتا ما كشفه نائب قائد الحرس الثوري الإيراني ، الجنرال علي فدوي، من مضمون لرسالة أمريكية، حملها السفير السويسري لدى إيران ، في أعقاب اغتيال سليماني. وقال فدوي: "الأمريكيون أرسلوا لنا رسالة صباح أمس الجمعة وبطريقة دبلوماسية، وقالوا إن أردتم الانتقام فلتنتقموا بما يناسب عملنا".

وفي ظل كل هذا التصعيد، يبدو واضحا انشغال العديد من دول العالم الكبرى، بالسعي لتخفيف التوتر وتفادي إمكانية وقوع حرب جديدة في الشرق الأوسط، فقد دعا دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني، جميع الأطراف إلى السعي للتهدئة، مؤكدا أن اندلاع مزيد من الصراع ليس في مصلحة أي أحد، في وقت بحث فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت الرابع من كانون الثاني/يناير، الموقف في المنطقة مع كل من الرئيس العراقي برهم صالح، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقال مكتب ماكرون إن الرئيسين الفرنسي والعراقي، سيظلان على تواصل لمحاولة منع مزيد من التصعيد، في العراق والمنطقة.

من جانبه شدد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على الحاجة إلى احتواء التصعيد، بعد مقتل سليماني، وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بوريل، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، السبت الرابع من كانون الثاني/يناير، وكتب بوريل على حسابه على موقع تويتر أنه بحث مع ظريف، التطورات الأخيرة، و"شدد على الحاجة إلى إظهار ضبط النفس وتجنب أي تصعيد جديد".

هل يؤدي التهديد الإيراني الأمريكي المتبادل إلى إشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط؟

هل تملك إيران القدرة على الدخول في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة؟

وكيف ترون توعد الرئيس الأمريكي بضرب اثنين وخمسين هدفا إيرانيا إذا هاجمت طهران أهدافا أمريكية؟

لماذا يبدو الموقف العربي غائبا مما يجري من مواجهات؟

ما هو تأثير أي مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران على المنطقة العربية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 6 كانون الثاني/يناير من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

Comments

Popular posts from this blog

美空袭伊拉克民兵组织 五角大楼:打击多处武器仓库

Эксперты рассказали, какое свидание заканчивается сексом